في مخطوطة للزعيم الوطني محمد فريد بعنوان" تاريخ مصر من 1891" تقول: ظهرت براعة الشباب المصري بعد إدخال آلات البخار إلي الصناعة المصرية, إذ اخترع مهندس مصري شاب يدعي احمد بك صبري محركا آليا يدار بالبخار عام 1893. و يعتمد الجهاز في تدويره علي تبخر النفط مع شرارة كهربائية تدير: رافعة للماء و حجرا لطحن الحبوب وإنارة فانوس كهربي في وقت واحد. ويضيف فريد في مخطوطته التي حصل عليها الدكتور رءوف عباس: وقد حضر الخديوي عباس حلمي الثاني تجربة هذا الاختراع, والتي تمت بنجاح. ويذكر "فريد" أن شابا مصريا اخترع آلة رافعة حلزونية يديرها ثور تكفي لري 24 فدانا.
يمكن التأريخ للطبقة العاملة المصرية بشكل حقيقي, مع تولي الخديوي إسماعيل الحكم. البداية جاءت من بعيد..من أمريكا..حيث الحرب الأهلية عام 1861, ارتفع الطلب علي القطن المصري فارتفعت أسعاره و بالتالي ظهرت الحاجة إلي مصانع النسيج.
و لأن طرق الحلج القديمة لم تكن كافية لتغطية الطلب المتزايد, أنشئت محالج بتكنولوجيا إنجليزية بقوة تتراوح بين 20 و 50 حصان.
انتشرت المحالج في جميع مدن القطر المصري الرئيسية. البداية كانت في بولاق بإنشاء مصنعين للنسيج تنتج 3700 قنطار من القطن في العام, تعادل 700,34 ألف مقطع من القماش.
كما انشأ الخديوي محلجا للحرير برعاية خبير إيطالي بتكلفة بلغت 15 ألف جنيه إسترليني. إضافة إلي مصانع السكر ال 17 التي أنتجت 350,2مليون قنطار. و 5 مصانع أخري حديثة لإنتاج 900 ألف قنطار من سكر القصب سنويا.
وبجانب صناعة السكر, انشأ الخديوي مصنعا للورق بطاقة إنتاجية بلغت 70 ألف رزمة و 18طنا من ورق اللف و تشغيل 220 عاملا. بجانب إنشاء مصنع لصب المدافع و آخر لصناعة البنادق و ثالث للطوب بقليوب و بطاقة إنتاجية 47 ملايين طوبة سنويا.
.... و كعادة الطبقة العاملة المصرية في بداياتها..تفككت!
ويعود السبب في ذلك إلي الخسائر الكبيرة التي منيت بها هذه المصانع, لكن بقيت صناعتان..السكر و القطن.