Tuesday, December 29, 2009

عن سيدة الانقام التي ظهرت في الوراق



..قبل البداية
خروج مؤقت عن موضوع المدونة..وللطبقة العاملة عودة
pic: salvador dali


مثل قائد يتلهي بمشاهدة فريسته في الأسْرجاءت تصريحات القس صفوت البياضي راعي الكنيسة الانجيلية في القاهرة عن نجاح كنيسته في اجتذاب الاف الشباب الارثوذوكسي الي كنيسته الاصلاحية اعلانا لحرب مكتومة تدور رحاها منذ سنوات. كذلك لم تكن هجمات الانبا بيشوي, رأس حربة الكنيسة الارثذوكسية, علي ما وصفها بأوكار نشر المذهب اللوثري في عدد من الكنائس الارثوذوكسية هي الاخري مجرد واحدة من هجمات بيشوي الدائمة علي الجميع..الامر اكبر كثيرا من هجمات الانبا ومراوغات القس.
كمحارب قديم يعرف توقيت اعلان نتيجة حرب خرج البياضي ليعلن في المصري اليوم بتاريخ 13 اكتوبر 2009عن بيان كنيسته الاستنكاري لكن الهادئ لما وصفه بالسباب والاتهامات الباطلة التي صدرت عن مؤتمر تثبيت العقيدة الارثوذوكسي بالفيوم.. قال البياضى: «قصدت بهذا البيان أن أُظهر للجميع أن السباب والاتهامات لا يأتيان بنتيجة، وأن طريق الحوار هو الطريق الوحيد الصحيح، كما أردت أن أقدم من خلال هذا البيان نموذجاً أخلاقياً يُحتذى به فى المستقبل».
هذه الصيغة اعتبرها بعض اعضاء سنودس النيل الانجيلي هادئة وغير كافية للرد علي هجمات بيشوي الشرسة..القس رفعت فكري سكرتير ثانِ السنودس رفع من نبرة الهجوم التي لم تظهر بوضوح في الرد الهادئ للبياضي وعدد اخر من قيادات السنودس, عندما صرح للمصري اليوم ايضا في نفس التاريخ بان «هجوم الأنبا بيشوى على الكنيسة الإنجيلية هو جزء من خطته للوصول إلى الكرسى البابوى، خاصة أن شعبيته تهبط فى الأوساط الأرثوذكسية، وهذا واضح منذ فترة ليست بقصيرة».
التركيز علي بيشوي باعتباره متصدر مشهد الدفاع عن عرين كنيسته العتيقة تجلي عندما قال فكري: : «الأنبا بيشوى أراد أن يقدم نفسه فى شخصية حامى الإيمان الأرثوذكسى، وأنه الشخص المناسب للعشرين سنة المقبلة، وأنه الرجل القادر على التصدى لهذا الغزو الإنجيلى، الموجود فى عقله فقط».
هذه التصريحات سبقتها تلميحات عديدة تجلت قبل هذا التاريخ بعامين علي الاقل عندما أعلن الانجيليون عن اجراء انتخاباتهم بالحديث عن التغيير والحكم الصالح,
ليسجل تاريخ 16 فبراير 2007 بداية هذه التلميحات وذلك في اطار الاستعداد لمعركة انتخاب رئيس ونائب رئيس الهيئة في مارس من العام ذاته.. يشدد الدكتور نبيل صموئيل أبادير للمصري اليوم علي" أهمية تفعيل مبدأ المساءلة في الحياة العامة بمعني أن يقدم كل مسؤول كشف حساب عن طبيعة الأعمال التي يقوم بها وهذا الأمر ينطبق فقط علي الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسة الدينية، مؤكدا أن المؤسسة الدينية ينبغي أن تعطي نموذجا للشفافية والمساءلة في المجتمع.
كان هذا التصريح بمثابة اعلان النهاية لجولة اولي في معركة طويلة وممتدة".. الطرف المنتصر يستعرض قوته ويلهو بمشاهدة الغنائم التي سلبها من عدوه.. لغة التشفي بالنصر والتلميح بجمود الكنيسة الارثوذوكسية البادية في حديث ابادير, اتبعها البياضي بضربة اخري لا تقل عن سخونة اللطمة الاولي عندما صرح للمصري اليوم بتاريخ../.. : كنيستنا ديمقراطية وهو ما يجذب الشباب الينا, نافضا يده من تهمة اغواء الشباب بالاموال والسفريات الي الدول الانجيلية.
التصريح جاء ببساطة منطق المنتصر الذي لا يدفع عن نفسه تهمة بقدر ما يرد بتشفي علي خصمه المهزوم.
الذعر البادي علي ملامح ابطال الامبراطورية التي خسرت معركتها الاولي , تجلي في تصريح الانبا بيشوي الذي لم يرد بهجمة مضادة يعرف ان امبراطوريته المترهلة لن تعرف اليها سبيلا.. وانما بهجوم كاسح علي رجال من كنيسته.
هنا تتضح معالم استراتيجية بيشوي في ادارة معركة كنيسته: تنظيف البيت من الداخل والتخلص من الترهلات التي تعيق حركة الجسد الضخم..و"تزييت" مفاصل يعرف جيدا انها "تخشبت" من طول الجلوس دون فعل..
الاسترتيجية واضحة وبسيطة بدأت باعلانه عن "خطة إنجيلية" تهدف إلى تحويل الأقباط الأرثوذكس إلى بروتستانت خلال ٢٠ عاماً، مشيراً إلى أن هذه الخطة مطبوعة على 'C D'، يحتفظ بنسخة منه. مؤكدا: 'الخطة ليست اختراقاً أو غزواً خارجياً، بل هي تغلغل من الداخل، مما يعني أننا نواجه اختراقاً رهيباً وبخطورة شديدة'.
..وبدأت بالظهور في تصريحه الثاني: 'الحرب الإنجيلية ومحاولة اختراق الكنيسة القبطية لسرقة أولادها شديدة جداً خاصة في مناطق مصر الجديدة والنزهة وأرض الجولف والزمالك'.
..وتأكدت في تصريحه الثالث: الكنيسة القبطية تواجه اختراقا رهيبا وخطرا, من«الكماشة إنجيلية» المكونة من مجموعة الدكتور عاطف عزيز الذي تم شلحه من الكنيسة مع الراهب القس صفنيا عام 2002 بتهمة «ترويج الفكر البروتستانتي» والطرف الثاني هم أتباع دير القديس سمعان بالمقطم.
..وانتقلت من التاكيد الي الاتهامات المباشرة عندما وصف بيشوي دير المقطم" الارثوذكسي" بـ «الوكر» الذي لا همّ له سوى مهاجمة الكنيسة, وقال «لدىّ تسجيل لسهرة من سهرات هذا الوكر تمت يوم 18 سبتمبر الماضي يتلون فيها صلاة تقول «يارب البابا شنودة يتنيح «يموت»..متسائلا: هل هذه صلاة تقال في مكان يّدعي الأرثوذكسية.
..والنتيجة: قد تكون حملة بيشوي قد احدثت تاثيراتها داخل الكنيسة بالفعل ودفعت من اسماهم برجال الكنيسة البروتستانتية المتخفين في الاردية السوداء وتحت الصلبان الذهبية الي الاختباء- مؤقتا..لا أحد يعلم, لكن ما تجلي خارج اسوار الحصن الارثوذكسي بالعباسية كانت اتراتيجية اخري غير الاستمرار في الدفاع وتنظيف البيت من الداخل..ما ظهر كان مغايرا لذلك تماما.
هنا يبدو الوقت وقد بات مناسبا لتغيير الطريقة والانتقال مباشرة الي الهجوم الذكي..وهل تمتلك الكنيسة الارثوذكسية أذكي من العذراء..أم النور وسيدة الانتقام؟!

..وظهرت العذراء فجر يوم الجمعة الموافق 11ديسمبر الساعة الواحدة صباحاً ظهورا كاملا، وهى بملابسها النورانية فوق قبة كنيسة الوراق الوسطى بالثوب الأبيض الناصع وتشد وسطها بحزام لونه أزرق ملوكى وعلى رأسها تاج وفوق التاج صليب القبة، وصلبان الكنيسة يصدر منها أضواء باهرة وقد رآها كل أهل المنطقة وهى تنتقل وتظهر على البوابة بين المنارتين.
لتؤكد بظهورها ان الاسترتيجية تغيرت وانتقلت الي الهجوم..فمن تخرج العذراء من بيته فهو الصادق حتما..

No comments:

Post a Comment